التهاب أسعار الذهب والعقار في الجزائر خلال 2015


يتوقع خبراء الاقتصاد أن تعرف أسعار المعادن النفيسة وسوق العقارات في الجزائر ارتفاعا قياسيا خلال السنة الجارية، حيث يتوقع أن تصل نسبتها إلى حوالي 20 بالمائة بالنسبة لأسعار المعدن النفيس و16 بالمائة من أسعار العقارات خلال الفترة المقبلة، وهو ما يرجعه الكثيرون إلى مخاوف المستثمرين ورجال الأعمال وحتى المواطنين من انخفاض أسعار العملات الصعبة في الأسواق الوطنية والعالمية وعلى رأسها الأورو، الذي يعيش إسوء فتراته في الأسواق المالية منذ انخفاض أسعار النفط العالمية وتذبذب أسعار الدولار الأمريكي كذلك.
كما سجلت أسعار الذهب خلال نهاية سنة 2014 وبداية السنة الحالية تذبذبا كبيرا في الاسواق الرسمية، حيث بلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية ما يعادل 1168.25دولار للأوقية (الأونصة) بعد صعود الدولار، ثم 1183.76 دولار للأوقية مرتفعا 0.2 بالمائة، وهو ما يعزز ارتفاعه أيضا في الاسواق المحلية، حيث وصل السعر الرسمي للغرام الواحد يوم الجمعة المنصرم إلى 3357.69 دينار بالنسبة لعيار 24 و2937.98 دينارا لعيار 21 و2518.27 لعيار 18، و1958.65 لعيار 14 و1399.04 لعيار عشرة، لتسجل بذلك أيضا ارتفاعا طفيفا قدر بحوالي 1 بالمائة مقارنة بنهاية شهر ديسمبر الماضي، حيث يتنبأ الكثير من المحللين بعام صعب للذهب، ومن المتوقع أن يحقق الدولار مزيدا من المكاسب بدعم من توقعات برفع أسعار الفائدة الأمريكية وانتعاش الاقتصاد. من جهتها، تشير أسواق العقارات إلى ارتفاعات قياسية ستعرفها، حيث تشير الأسعار التي تتضمنها الصفحات الإشهارية للعقار على صدر الصحف الوطنية، إلى أن قيمة السكنات بكل أنواعها من فيلات إلى شقق وسكنات بسيطة ارتفعت في خلال عام ونصف بشكل لافت، حيث باتت تعتبر رفقة أسعار الذهب معلومات اقتصادية هامة للغاية، فهي تهم المقبلين علي الزواج من الرجال والنساء في الجزائر، إضافة إلى كون أسعار الذهب والعقارات بصفة خاصة اليوم في الجزائر تهم المستثمرين في الجزائر، نظرا لأن الذهب والعقار مرتبطة بالاقتصاد العالمي، وفي الوقت الذي تدهور فيه اقتصاد الكثير من الدول بقي الذهب ملاذا آمنا للكثيرين سواء في الجزائر أو بباقي الدول العربية.
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي أن ارتفاع أسعار المعادن النفيسة في الجزائر أمر طبيعي بالنسبة للفترة الحالية التي تعرف فيها أسعار النفط انخفاضا قياسيا غير مسبوق، ما أدخل العملة الوطنية والعملات الصعبة في دوامة تذبذبات بين انخفاض وارتفاع، ما رفع نسب التخوف بين المستثمرين وحتى المواطنين، مما جعلهم يهربون إلى شراء الذهب والعقارات بما فيها المنازل والقطع الأرضية وغيرها، مما رفع نسبة الطلب عليها مقابل المعروض حاليا، مما سيعمل على رفع أسعارها بنسب كبيرة خلال الفترة المقبلة.
وفي السياق ذاته، قال سراي خلال اتصال هاتفي بـ«البلاد” إن الوضعية الحالية للعملة الوطنية غير واضحة، والتي يتوقع كذلك أن تدخل مرحلة الأزمة خلال الفترة المقبلة التي وصفها المتحدث بالغامضة، نظرا لعدم استقرار السوق النفطية، ما جعل البعض يهربون إلى شراء الذهب والعقارات، بسبب ثبات قيمتها عوضا عن العملات الصعبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق